الـفـصـل الرابع : الـسـيـد الـحـيـدري .. و مـصـادره الـعِـلّـمَـانِـيَّـة !!!

ساخت وبلاگ

الـفـصـل الرابع : الـسـيـد الـحـيـدري .. و مـصـادره الـعِـلّـمَـانِـيَّـة !!!

@ الـفـصـل الرابع : الـسـيـد الـحـيـدري .. و مـصـادره الـعِـلّـمَـانِـيَّـة !!! .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم , و الحمد لله رب العالمين , و الصلاة و السلام على نبينا محمد , و على آلهِ الطيبين الطاهرين .

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته , أخوتي و أخواتي في الله .

::: عــنـــــوان الــفــصـــــل الــرابـــع :

( ألأفكار الجنسية الفاسدة و التلبيس و التحريف و سرقة الأبحاث عند الكاتبة آمال قرامي )

@ قلب مفاهيم العلاقة الزوجية و الذكورية و الأنثوية .. عند الكاتبة !! .

في الصفحة الأولى من الفصل الخامس الذي خصّصته للحديث عن العلاقة الزوجيّة تقول آمال قرامي : (شكّلتْ دراسة العلاقة الزوجية موضوع أهتمام القدامى و المحدثين على حد السواء . في حين أن علاقة الأخ بأخته أو علاقة الأب بأبنته لم تنالا حظّهما من العناية , ... أن علاقة الذكر بالأنثى تتجلّى بالفعل من خلال العلاقة الزوجية خلاف علاقة الأخ بأخته التي يغيب فيها بُعد الجنسانيّة و وظيفة الإنجاب و النهوض بمختلف الأدوار)[1] , إن حصر العلاقة بين الذكر و الأنثى في بعدها الجنسي فقط يهدم كل أنواع العلاقات الأخرى كالأبوة و البنوة و الخؤولة و العمومة ...  , فضلاً عن أنه يمثل دعوة صريحة للفوضى الجنسية بالقضاء على المحارم و هتك الأعراض , و هو ما يسعى إليه أعاجم الجندرة , و مَن لفَّ لفَّـهم في قسم الحضارة بمنوبة .

تقول آمال قرامي : (و لعلّ عُسر ولادة البنت دالّ على تردُّدها في أن تحتلّ موقعاً في المجتمع)[2] ، لو حملنا هذا الكلام على محمل الجدِّ فمَا القول يا ترى في الأسبوعية التي ولدت في شهرها السابع قبل أن تتم التسعة أشهر ؟ , هل يصحُّ القول بأنها كانت متعجلة لتحتل موقعاً في المجتمع ؟!! .

و في موقع آخر تتساءل آمال قرامي : (فهل كانت طريقة أكل النساء مختلفة عن طريقة أكل الرجال ؟) , ثم تتساءل مرة أخرى : (أكانت المرأة تنهش اللحم و تلعق أصابعها كما يفعل الرجل الذي يقتدي بالسنة ...) , و العجيب أنها تجيب نفسها قبل هذين التساؤلين بسطر واحد قائلة بأن : (دارس آداب المؤآكلة ... يعجز عن الإجابة عنها نظراً إلى أنعدام الأدلة)[3] , نترك التعليق على ما ذُكر و نمضي إلى غيرها .

أستندت آمال قرامي في كل ما سوّدت بهِ كتابها على أعاجم الجندرة من الشواذ , فتنقل عنهم الفكرة ثم تفتش لها عن مستندات في تراثنا العربي الإسلامي أّيّاً كان مصدرها , أو مذهب صاحبها , أو الإطار الذي قيلت فيه لهذا السبب بالذات , فخلطت في إيراد النصوص التي تستشهد بها كما تبيّن في الفصول السابقة , فعند حديثها عن الأذان في أذن المولود[4] , و هي مسألة لا علم لأعاجم الجندرة بها , لم تجد آمال قرامي ما تقول , و لأنها تنقل عنهم دون بصيرة , فلم تقدر إلا على تسويد  أسطر معدودات نقلت فيها خبراً عن الحسن و الحسين (عليهما السلام) , و لكنها قد غفلتْ عن أنها تنقل عن شيعي[5] , و ليس عن أعاجم الجندرة !! .

و لأن أعاجم الجندرة أستطاعوا ــ لأسباب تأريخية خاصة بهم ــ دفع الكنيسة إلى إصدار طبعة من الكتاب المقدس حُيِّدَت فيها كل الألفاظ , و خُـنِّـثـت اللغة , فغاب المذكر و المؤنث في سابقة تأريخية لا نظير لها[6] , فإن آمال قرامي حاولتْ السير على نهجهم , و ذلك بشيء من التخفي و المناورة تقول : بأنه يجب أن : (ننتبه إلى إنحياز اللغة و سعيها إلى إقامة الفصل بين الجنسين خدمة للنظام الجندري)[7] , الأمر الذي يعني لديها أن صيغة المذكر و المؤنث في اللغة لا تصف واقعاً , بل تكرّس تفرقة بين الذكور و الإناث , و تستند في ذلك إلى الخنثى الذي التبس أمره من الناحية الجنسية لتشوُّه خلقي , تقول : بـ(أن الحديث عن الخنثى ورد بصيغة المذكر ... (مستنتجة من ذلك) إذ أنه لم يعد بإمكان المنظومة الفقهية الحديث عن الذكر و الأنثى , ... فاللغة العربية نفسها تعكس هذا الفصل بين الجنسين بأعتبار أنها لا تملك ضميراً محايداً . فكيف يتم التخاطب مع هذه النماذج و ما يُقال عند الحديث عن الخنثى : هو أم هي)[8] , بهذا الأسلوب الملتوي المخاتل تسعى آمال قرامي بعد أتهام اللغة إلى تحييدها لتضيع بذلك الحدود بين الذكر و الأنثى , فيخرب الجهاز المفاهيمي القائم على التمييز بينهما , و تهدم الأسرة و يقضى على التنظيم الإجتماعي ، فمَن يتجرأ اليوم على الدعوة إلى تخنيث المصطلحات الفقهية و القانونية لن يجد غضاضة إن سمحت الظروف له في الدعوة إلى تغيير القرآن تحت ستار تحييد اللغة كما صنع أعاجم الجندرة مع الكتاب المقدس !! .

:::

@ التلبيس .. عند الكاتبة !! .

معنى التلبيس في اللغة هو : التدليس و التخليط حتى يلتبس الأمر على الطرف المقابل , و هي حيلة يلجأ إليها الذين يستهدفون الترويج للأهواء و نزعات النفوس , موهمين الناس بأنها تستند إلى صحيح النظر و دقيق الحجاج , و لنا فيما سوَّدت آمال قرامي أمثلة تندُّ عن الحصر نجملها فيما يلي :

أنحرافها بالمصطلحات عن معانيها ، ففي حديثها عن أحكام الصلاة قالت بأنها : (ليست إلا صياغة بشرية نابعة من المعايير الأجتماعية و المواضعات الثقافية السائدة في المجتمع و العصر)[9] . في تقديرنا أن الحديث عن عبادة الصلاة يجب أن يأخذ بعين الأعتبار الإطار الثقافي الذي ضمنه نُحت المصطلح .

فالصلاة في الديانات الوضعيّة كالبوذيّة و غيرها هي غير الصلاة في الإسلام , لأن هذه الأخيرة تستند إلى الوحي , فالرسول (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) هو الذي عَلَّمَ الناس الصلاة , فالصلاة هي : (أقوال و أفعال يُقصد بها تعظيم الله , مُفتتحة بالتكبير و مُختتمة بالتسليم ، بأركان مُحدّدة , و شرائط خاصّة , في أوقات مُقدّرة) , أي أنها تُؤدَّى كما أدَّاها الرسول (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) و لا يجوز لأيٍّ كان أن يُغيِّر فيها بالإضافة أو الإنقاص أو التقديم أو التأخير ، و بَيِّنٌ أن هذا التعريف جامع مانع , أمّا تعريف آمال قرامي فإنه يصدق على كل شيء , فلو أبدلنا لفظ الصلاة بالمسرح أو الموسيقى أو رقص البالي ... لمَا تغيَّر معنى الجملة .

فضلاً عن أن المقصود من إيراده بهذا الشكل التمهيد لتخريب الصلاة , بتغيير طريقة أدائها و نشر الأوهام حولها , من ذلك أدعائها : بـ(كثرة القيود المفروضة على المرأة أثناء أداء الصلاة قياساً بالرجل , و هي قيود تستهدف تقليص حجم جسدها ... , أمّا الرجل فيُطلب منه البسط و المدّ و الأنتصاب و التفريج)[10] , و هو كلام مكذوب من ألفهِ إلى يائهِ , لأن أحكام الصلاة واحدة بالنسبة إلى الذكر و الأنثى , إلا فيما أقتضته الطبيعة كحالات الحيض أو النفاس و أمثالهما . أمّا (تقليص حجم الجسد) الذي ادّعت أنه خاصٌّ بالمرأة فمحض أختلاق , إذ رُوي عن أنس أن النبي (صلى الله عليهِ وآلهِ وسلم) قال : ((رصّوا صفوفكم و قاربوا بينها و حاذوا بالأعناق))[11] , و هو حكم عام يشمل الذكور و الإناث بدون أستثناء .

:::

@ الصلاة عبارة عن ممارسة جنسية .. كما تدعي الكاتبة !! .

تأتي آمال قرامي بالعجب العجاب , و رغم طول الفقرة فإننا نوردها كاملة حتى يتأمل القارئ المهانة الفكرية التي يصل إليها الإنسان لمَّا تغيب الموضوعيَّة و الدقة و المعرفة و تحضر الأهواء المنفلتة من أي عقال ، تقول : (و يوحي السلوك الحركي الذي تفرضه الصلاة بأشكال من الجماع ، منها ما يكون في القيام ، و منها في القعود ، و منها في الأنبطاح ، و منها في الانحناء الذي تنحني فيه المرأة كأنها راكعة ، و منها الإدبار المُتمثل في وطء المرأة و هي مُجباة ، ... و يتضح بعد الجنسانية الحاضر في الممارسة الطقسية في موقف السحاقيات[12] من الصلاة . فقد عزفن عن ممارستها لأجل الركوع لأن هذا السلوك الحركي لا يرتبط في أذهانهن بالخشوع لله بقدر ما يذكرهن بالإستسلام للرجل و لرغباته)[13] !! .

و الغريب العجيب أنها تعتبر صوت الرجل يرمز إلى قضيبهِ , فتقول : (و الصوت رمز قضيبي)[14] . أترك التعليق للقارئ الكريم !! , و لكن فقط أقول كلمة واحدة و التمس العذر من القارئ : عندما أقرأ في كتاب آمال قرامي أشعر و كأنني أتصفح في مجلة إباحية و ليس في رسالة علمية (دكتوراه) كما المفروض أن تكون , و لا أعرف أين السيد كمال الحيدري من كل هذا الفساد الفكري الذي تحمله الكاتبة عندما مدحها و كتابها و هو مُتفاخراً بذلك جداً !! .

:::

@ التحريف .. عند الكاتبة !! .

(1) تحريفها الإستشهادات و التصرف فيها بالإضافة و التحوير , ثم تنسبها إلى أصحابها على غير صورتها الأصليَّة , من ذلك أن آمال قرامي أستعملت كتاب (وصف إفريقيا) للحسن بن محمد الوزان المعروف بليون الإفريقي , الذي وصف فيه مشاهداته في البلاد الإفريقية كبلاد البربر و الجريد و الصحراء الكبرى و السودان ... , فعند وصفه لعادات أهل مدينة فاس , قال الوزان : (و إذا أتفق أن العروس لم تكن بكراً ردَّها الزوج إلى أبيها و أمّها , و في ذلك عار كبير عليهما , لا سيّما و أن جميع المدعوين ينصرفون دون أكل)[15] .

التحريف هو : أن المُصنف (الحسن أبن محمد الوزان) يتكلم عن عادات خاصة بمدينة فاس فقط لا غيرها , و لكن آمال قرامي خانتْ الأمانة العلمية فعمَّمتها على مختلف المجتمعات الإسلامية , بل الأكثر من هذا أنها لم تكتفِ بذلك فقط , بل تصرفت فيها بالإضافة , تقول : (أمّا إذا أتفق أن كانت العروس قد فقدت بكارتها بوثبة أو غيرها ردها إلى أهلها)[16] , بهذا الأسلوب تدلِّـس آمال قرامي قول الحسن الوزان و تُضيف لفظ (الوثبة) !! , و فيه إحالة للقارئ على ما دأبتْ الحركات النسوية على ترويجه , مِن أن غشاء البكارة إنما يُثقب بالوثب و القفز .

في الجزء الثاني من كتابه خصَّص (الحسن أبن محمد الوزان) فصلاً تحدث فيه عن عادات سكان القاهرة و أرباضها و ممارساتهم , جاء فيه : (و لباس السيدات فاخر ، يخرجن متبرجات بالحلي ، يحملن أكاليل على جباههن و عقوداً في أعناقهن ، و يضعن على رؤوسهن غطاءً ثميناً ضيقاً عالياً بقدر شبر على شكل أنبوب . و يتكون لباسهن من فستان من الجوخ ضيق الأكمام . و يختلف نوع الثوب ، لكن الفستان مصنوع بعناية و مزدان بطرز جميل . و يتدثرن بغطاء من نسيج القطن بالغ الدقة و النعومة مستورد من الهند . و يضعن على وجوههن غلالة سوداء رقيقة جداً لكنها خشنة بعض الشيء و كأنها مصنوعة من الشعر . يستطعن هكذا رؤية الرجال دون أن يعرفوهن . و ينتعلن أخفافاً أو أحذية جميلة على الطراز التركي . و هؤلاء النساء متصنعات يعرن للقيل و القال أهمية كبرى ، إلى حد أن أية واحدة منهن لا ترضى أن تقوم بالغزل أو الخياطة أو الطهي ، فيضطر الزوج إلى شراء الطعام جاهزاً من الطباخين خارج البيت . و يطبخ القليل من الناس طعامهم في منازلهم ، ما عدا الأسر الكثيرة الأفراد . و تتمتع هؤلاء السيدات بحرية كبيرة و أستقلال كثير . فإذا ذهب الزوج إلى دكانه أرتدت زوجته لباسها و تعطرت ، ثم ركبت حماراً و خرجت للتنزه في المدينة و زيارة أهلها و أصحابها)[17] .

هذا الوصف لنساء القاهرة و لِمَا يُرَفِلَنَّ فيه من حُلل و أستقلال و حرية , تنحرف بهِ آمال قرامي إلى تأكيد معانٍ أخرى لم تجُل بخاطر الوزان , متوهِّمة أنها تخدم قضية المرأة بإشاعة الأكاذيب , و ليتأمّل القارئ كيف أصبح حال المرأة القاهريَّة بعد التعميم الذي صنعته الكاتبة و تحريفها لكلام (الحسن أبن محمد الوزان) ، تقول آمال قرامي : (و في مقابل تثمين دور الزوج و تمتعه بعدد من الإمتيازات عمل المجتمع على جعل المرأة قعيدة البيت و ستيرة لا تخرج و لا تعمل حتى لا تفوِّت حق البعل في الأستمتاع بجسدها و بممارسة الهيمنة عليها . و صارت الغنيّة مجبرة على الكسل و التواكل و الفراغ لتوافر من يقوم بخدمتها ، لا وظيفة لها سوى تفريغ نفسها لمصالح الزوج و حبس نفسها على ذمته و الإنجاب . و لم تتوان الثقافة العالمة عن نسج صورة للزوجة . فكانت مثلها مثل الصبي متوكلة على الزوج فيما تحتاج إليه من الطعام و الشراب و اللباس و غيره تقضي طوال النهار مشغولة بالزينة لا تفكّر في أمر المعاش و لا يهمّها طلبه قلبها ساكن و نفسها هادئة . فإذا بالزوج يقصد دكانه للتكسّب و الزوجة تتعطّر ثم تركب حماراً و تخرج للتنزّه)[18] .

هذا الأسلوب الذي تنتهجه آمال قرامي في التعميم و الأحتفاء بالشاذ و إشاعته و في تحريف نصوص الآخرين و الأنحراف بها عن سياقها الذي وردت فيه و عمّا قصده أصحابها , يكاد يكون سمة من سمات ما سوّدت بهِ آمال قرامي صفحات كتابها .

(2) تنسب لأحمد بن عرضون قولاً نقله عن أبن الحاج , تقول آمال قرامي : (من ذلك مقايضة الجماع بالمال ، و هو سلوك شاع لدى بعض الأزواج . فـ«الزوجة إذا جاءت إلى الفراش تأخذ شيئاً يعطيه لها زوجها في الغالب غير نفقتها حسب حاله و حالها لحق الفراش على ما يزعمن»)[19] .

و بالعودة إلى نص أحمد بن عرضون الذي أستشهدت بهِ آمال قرامي نجد أنها لم تكتفِ بالتحريف المتعمد فقط , بل تجاوزت ذلك إلى تغيير الأحكام و قلبها في جرأة لا نظير لها ، يقول أبن عرضون عند حديثه عن البدع البربرية في الأعراس : (و من البدع المحرَّمة أن يدفع العروس لعروسه شيئاً من الدراهم لكي يحل سراويلها . قال أبن الحاج في مدخله و قد وقع بمدينة فاس أن الرجل إذا دخل على زوجته يعطي فضة قبل حل السراويل فبلغ ذلك العلماء فقالوا شبيه بالزنا فمنعوه و قد حذر من ذلك سيدي أحمد زروق في النصيحة له)[20] .

و يُكرر قولهِ هذا أبن عرضون في موطن أخر : (و من البدع المحرَّمة أن يدفع العروس لعروسه شيئاً من الدراهم لكي يحل سراويلها)[21] .

أيها القارئ الكريم لو قارنا كلام آمال قرامي في كتابها و الذي تنسبه إلى أبن عرضون مع كلام أبن عرضون في كتاب (المعرفة و الجنس من الحداثة إلى التراث) الذي تنقل منه آمال قرامي سنجد الفروقات التالية :

ـــ ألف : و تُضيف من عندها بعض الكلمات و تنسبها لأحمد بن عرضون .

ـــ بـاء : تحذف أهم عبارة من كلام أحمد بن عرضون و هو قوله : (و من البدع المحرَّمة أن يدفع العروس لعروسه ...) و تضع مكانها قولها : (هو سلوك شاع لدى بعض الأزواج) , و بهذا التحريف تُريد أن تُوحي للقارئ بأنه إذا أشترطتْ الزوجة على زوجها في أن لا تجعله يُناكحها إلا أن يعطيها شيئاً من المال في كل مُناكحة فهو سلوك طبيعي و كان شاعاً عند البعض سابقاً و هو غير مُحرم . فلاحظ و تأمل أيها القارئ الكريم كيف أنها تقلب الأحكام الشرعية و تجعل ما هو مُحرماً مُباحاً !! .

:::

@ سرقة أبحاث الغير .. من قبل الكاتبة !! .

أمّا ثالثة الأثافي ؛ فهي أتهام آمال قرامي بالإختلاس , و هي رذيلة أنتشرت في الوسط الثقافي و الجامعي , إذ لا تمرّ سنة إلا و نسمع بفضيحة تُشيب لها الولدان , و السرقات الفكرية أنواع كما أن اللصوص أصناف :

# فمنهم مَن يتجرأ على سرقة كتاب أو نص كامل فينسبه لنفسه بمنتهى الصفاقة .

# و منهم مَن يتعمد سرقة نص كامل من لغة و ينقله إلى لغة أخرى , و لعلَّ المثال الأشهر أطروحة أركون[22] التي نشرها بأسمه و الحال أن عمله لم يتجاوز ترجمة الدراسة الرائدة للمرحوم عبد العزيز عزت الصادرة سنة 1946م في جزأين .

# أما النوع الثالث و هو الدارج , حيث يعمد اللصوص إلى أختيار مواضيع سبق أن درسها باحثون آخرون , إذ ينهبون الأطر الفكريَّة و المصادر و المراجع و المفاهيم و النتائج و يكتفون بخلطها و إعادة ترتيبها من جديد , فيقدمون فكرة و يؤخرون أخرى متوهمين بذلك أنهم قادرون على التمويه على القراء و الفرار بجريمتهم .

في سنة 2000م نشرت دار رياض الريس دراسة لإبراهيم محمود عنوانها (المتعة المحظورة , الشذوذ الجنسي في تاريخ العرب) , كما سبق أن نشر دراسة أخرى عنوانها (الجنس في القرآن) سنة 1994م عن نفس الدار .

هذان الكتابان أستغلتهما آمال قرامي إستغلالاً كاملاً , كاد أن يصل في أحيان كثيرة إلى حد النقل الحرفي .

بعد أن نشرت آمال قرامي كتابها تفطن إبراهيم إلى المسألة فنشر مقالاً في جريدة الزمان الدوليّة العدد 3023 المؤرخ في 17 جوان 2008م , جاء فيه : (و أنا متأكد أنها أخذت عنهما الكثير بأكثر من صياغة دون أن تشير إلى ذلك ... إن قراءة النقاط التي أوردَتها و ما ورد في كتابي (يقصد المتعة المحظورة) تفصح عمَّا تقدم ... في وسع القارئ أن يلاحظ مدى الأقتباس و التحوير الجاري دون التذكير بذلك إطلاقاً ... إن كل ذلك يُقلل من مصداقية الباحثة و جانب الأمانة البحثية ... و لكن الذي يظهر و كما أرى هو أن صياغات كثيرة لأهم فقرات من كتابها ... و من خلال التفاوت في البنية اللغوية أو طريقة التعبير من فصل إلى آخر أو فقرة إلى أخرى تُظهر الأرتباط غير المسمّى بكتابي (المتعة أوّلا) و أختلاسها للعديد المهمّ من أفكارها , منه إنه أختلاف في الأختلاف و لكنه أختلاف يُبرز حالة تجاهل جهد الآخر و أعتبار الجهد المُتحصل جهدها هنا , و يا لها من حالة تزييف للذات هذه و في الوسط الأكاديمي) .

و بمقارنة فصول مختلفة من الكتابين يتبيّن أن الرجل صادق فيما ذهب إليه , فالظلم واضح و الدليل بَيِّنٌ ، بعد مرور ما يفوق السنتين لم تدافع آمال قرامي عن نفسها و لم تنفِ هذه التهمة الخطيرة الماسّة بالشرف العلمي ، و لا يخلو الحال من أمرين لا ثالث لهما :

إمّا ؛ أن آمال قرامي تعتقد أننا لا نقرأ و مِن ثم فضلت الصمت .

و إمّا ؛ أنها مقرَّة ضمنياً بالإتهام .

:::

@ الـخـاتـمـــة :

(1) بعد كل ما تبين من خلال هذه الفصول نقول للذي يدعي المرجعية الشمولية السيد الحيدري : عندما مدحتَ الكاتبة العلمانية و كتابها و قلت : ((من خيرة ما كُتِبَ في هذا المجال)) , هل فعلاً قرأتَ كتابها قراءة علمية تحقيقية كما من المُفترض أنها تُليق بِمَن يدعي لنفسهِ المرجعية الشمولية , أم لا ؟ !! .

فإن قلتَ نعم ؛ فتلكَ مُصيبة كُبرى في أنه كيف فاتكَ كل هذه الخزعبلات التي عند الكاتبة ؟!! .

و إن قلتَ كلا ؛ فالمصيبة أعظمُ في أنه كيف تدعي في أن كتاب آمال قرامي هو ((من خيرة ما كُتِبَ في هذا المجال)) مع أنكَ لم تقرأه قراءة علمية تحقيقية و أنتَ تدعي لنفسكَ بأنكَ المرجع الشمولي ؟!! .

(2) بما أن كتاب آمال قرامي محوره (الجندرة الجنسانية) فيُرجى مراجعة (حقيقة مفهوم الجندر) للدكتور أحمد إبراهيم خضر[23] .

:::

@ عملنا في هذه الدراسة :

للأمانة العلمية ؛ إن أغلب هذه الفصول تم أعدادها من خلال الرجوع إلى الدراسات النقدية التي كتبها أصحابها لمناقشة كتاب آمال قرامي (الأختلاف) لبيان الفساد الفكري و الضعف العلمي و المنهجي و الفني لدى الكاتبة و كتابها . و لا أبالغ إن قلتُ أن أكثر من (90%) تم الإعتماد على دراسة الأستاذ الكاتب و الباحث و المفكر البارع أنس الشابي التونسي . و نُجمل ما بذلناه نحن من جهد بالنقاط التالية :

(1) مراجعة أكثر من دراسة جامعية (دكتوراه) في موضوع (الجندرة) .

(2) تنظيم الدراسة على شكل فصولٍ أربعة و عنونتها .

(3) مُطابقة و مراجعة ما موجود في هذه الفصول مع ما موجود في كتاب آمال قرامي للتدقيق و تصحيح ما يحتاج تصحيحه .

(4) إضافة ما نراه مُناسباً و مهماً .

(5) بيان و إيضاح و شرح ما نراه يحتاج إلى ذلكَ .

(6) مراجعة المصادر و إخراجها بدقة و تفصيل تامَيّن .

(7) عدم الإعتماد على نسخة واحدة من مصادر البحث , بل مُتابعة عدة نسخ إن وُجدت و المقارنة بينها , و ذكر أدق و أصح نسخة من حيث المتن و أفضلها تحقيقاً .

(8) إضافة بعض الأبحاث المهمة و المُكملة بشكل مُوجز في الهوامش , و ذلكَ للحفاظ على نسق و معنى متن الدراسة .

. الـهـوامـش ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ) .

[7] الاختلاف : ص427 .

[8] الاختلاف : ص477 و479 .

[9] الاختلاف : ص489 . [10] الاختلاف : ص490 .

[11] مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح : ج4 , كتاب الصلاة , ف2 , ص14 .

[12] (السحاقيات) معناً و حكماً و عقاباً :

ـــ ألف : المعنى اللغوي للمُساحقة :  السحاق و السحق و المُساحقة في اللغة العربية كلها بمعنى واحد ، يُراد بها ذلْكُ فَرج الأنثى بفرج أخرى بدافع الأستمتاع الجنسي . و يُرادف كلمة السحاق بالإنجليزية : (Lesbianism) ، و قيل أن أصل كلمة (Lesbianism) إغريقي يعود إلى جزيرة (Lesbos) اليونانية , و هي مَسقط رأس الشاعرة اليونانية (Sappho) الشاذة جنسياً , و التي كانت تمارس السحاق مع النساء اليونانيات في القرن السادس قبل الميلاد .

ـــ باء : الحكم الشرعي للمُساحقة : المُساحقة معصية كبيرة من أشد الكبائر و من أعظم المحرمات ، و هي من أنواع الأنحراف و الشذوذ الجنسي ، أو الممارسات الجنسية المثلية الخاطئة المُخالفة للفطرة الإنسانية السليمة ، فقد رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه و آله) أنَّهُ قَالَ : {سِحَاقُ النِّسَاءِ بَيْنَهُنَّ زِنًى} مستدرك وسائل الشيعة : ج14 , ص353 ، ح16937 ، للشيخ الطبرسي النوري . بل عُبِّرَ عن السحاق في بعض الروايات بأنه الزنا الأكبر ، و في رواية أخرى أن السحاقيات ملعونات كما جاء في الكافي للكليني : كتاب النكاح , باب السحق : ج5 , ص552 , ح4 .

ـــ جيم : العقاب الدنيوي للمُساحقة : أما عقابها الدنيوي فحدُّها حدَّ الزاني مئة جلدة ، فإذا ساحقت الأنثى غير المتزوجة أنثى غير متزوجة فالحد الشرعي الواجب على كل واحدة منهما مائة جلدة ، و أما إن كانتا متزوجتين و محصنتين كان على كل واحدة منهما الرجم .

عَنِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه و آله) قَالَ : {السَّحْقُ فِي النِّسَاءِ بِمَنْزِلَةِ اللِّوَاطِ فِي الرِّجَالِ ، فَمَنْ فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَاقْتُلُوهُمَا ، ثُمَّ اقْتُلُوهُمَا} وسائل الشيعة : ج28 , ص166 , ح[34469] 3 .

و يثبت الحكم في السحاق بقيام البيِّنة ، و هي شهادة أربعة عدول ، أو إقرار المرأة على نفسها أربع مرات دفعة بعد أخرى من غير إكراه ، مع كمال عقلها ، و إذا تكررت المُساحقة تقتل الفاعلة و المفعولة ، و يسقط حد السحق بالتوبة قبل إقامة البينة الشرعية .

ـــ دال : العقاب الأخروي للمُساحقة : عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ‏ سَأَلَتْنِي امْرَأَةٌ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَهَا عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السَّلام) ، فَأَذِنَ لَهَا ، فَدَخَلَتْ ... , فَقَالَتْ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللَّوَاتِي مَعَ اللَّوَاتِي ، مَا حَدُّهُنَّ فِيهِ ؟ قَالَ : {حَدُّ الزِّنَا ، إِنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يُؤْتَى بِهِنَّ قَدْ أُلْبِسْنَ مُقَطَّعَاتٍ مِنْ نَارٍ ، وَ قُنِّعْنَ بِمَقَانِعَ مِنْ نَارٍ ، وَ سُرْوِلْنَ مِنَ النَّارِ ، وَ أُدْخِلَ فِي أَجْوَافِهِنَّ إِلَى رُؤوسِهِنَّ أَعْمِدَةٌ مِنْ نَارٍ ، وَ قُذِفَ بِهِنَّ فِي النَّارِ ...} الكافي للكليني : كتاب النكاح , باب السحق : ج5 , ص 551 - 552 , ح2 .

[13] الاختلاف : ص514 . [14] الاختلاف : ص515 .

[15] وصف إفريقيا , الحسن أبن محمد الوزان : م1 , ج1 , ق2 , ص256 , ط2 , دار الغرب الإسلامي , العادات المتبعة في الزواج .

[16] الاختلاف : ص708 .

[17] وصف إفريقيا , الحسن أبن محمد الوزان : م1 , ج2 ,  , ص216 و 217 , ط2 , دار الغرب الإسلامي , عادات سكان القاهرة و أرباضها و لباسهم و ممارساتهم .

[18] الاختلاف : ص588 .

[19] الاختلاف : ص713 .

[20] المعرفة و الجنس من الحداثة إلى التراث , د . عبد الصمد الديالمي : ص105 .

[21] المعرفة و الجنس من الحداثة إلى التراث , د . عبد الصمد الديالمي : ص90 .

[22] و هو أيضاً من الأشخاص (العلمانيين) الذين يحتلون الصدارة عند الحيدري من حيث المدح و الأنبهار بشخصهِ و تبني الكثير من أطروحاته !! . و لا أتوقع أننا سوف نُوفق للكتابة عنه و عن تراثه عند الحيدري , و ذلكَ بسبب كثرة المشاغل و ضيق الوقت .

[23] موقع الألوكة ؛ الرابط : http://www.alukah.net/web/khedr/0/53827/

الشيخ عباس الطيب


مواضیع ذات صلة: كتابات في الميزان/ردود على شبهات وادعاءات الحیدری الموقع ا ...
ما را در سایت الموقع ا دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : alawhamo بازدید : 135 تاريخ : يکشنبه 7 خرداد 1396 ساعت: 17:02