بدعة جواز التعبد بجميع الاديان (12)

ساخت وبلاگ

بدعة جواز التعبد بجميع الاديان (12)

 

 

 

بدعة جواز التعبد بجميع الاديان (12)
الإسلام في القرآن الكريم
إن بعض الآيات في القرآن الكريم تصف الدين والشرائع السابقة بالإسلام كقوله تعالى:
ــ[إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ]
ــ[وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ]
ــ[أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ]
ــ[قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ]
ــ[فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ]
وبسبب هذه الآيات وغيرها توهم بعضهم أن كل ما جاء لفظ الإسلام في القرآن الكريم يراد به الدين وليس خصوص الإسلام المحمدي ولذا فسر الإسلام بالدين في الآية المباركة :[وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ]
ولو كان المقصود بأن الدين في هذه الآية هو الإسلام لكان معناها من يبتغي غير الدين دينا وبعبارة أخرى يكون المبهم والمميَّز (الإسلام) عين التمييز (دينا) وهذا لا يمكن قبوله لأنه لا يوجد وراء الدين دينٌ أو قل لا يوجد ما بعد الإسلام إسلامٌ أي لا يوجد إسلام ضمن حيز الإسلام وإسلام خارج عن حيزه من يدين به لا يتقبل الله منه.
ومن الآيات التي تدل على ما تقدم ويراد بها من الإسلام الشريعة الخاتمة قوله تعالى : [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا] (أي من بين الأديان أو حال كون الإسلام من الأديان)
حيث إنها نزلت بعد آية البلاغ : [يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ] وتبليغ الرسول (صلى الله عليه وآله) بمعنى أنها نزلت بعد الشرائع السابقة للإسلام.
وحتى لو قلنا المراد بالإسلام هو الدين بآية : [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا] فهي بصدد الدعوة والتمسك بالشريعة الخاتمة ولا تنفي ضرورة التصديق بها إذ بناءا على أن الدين هو جميع الشرائع يعم الإسلام بكل تأكيد ولا يسوغ الإعراض عنه ومن يعرض عنه يكون مخاطبا : [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا]
وقد فسر أمير المؤمنين (عليه السلام) : [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا] بأن الإسلام هو خصوص شريعة سيد المرسلين عند وصفه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : بعثه بالنور المضيء والبرهان الجلي ، والمنهاج البادي والكتاب الهادي . أسرته خير أسرة ، وشجرته خير شجرة . أغصانها معتدلة وثمارها متهدلة . مولده بمكة وهجرته بطيبة . علا بها ذكره وامتد بها صوته . أرسله بحجة كافية ، وموعظة شافية ، ودعوة متلافية . أظهر به الشرائع المجهولة ، وقمع به البدع المدخولة ، وبين به الأحكام المفصولة . فمن يتبع غير الإسلام دينا تتحقق شقوته ، وتنفصم عروته ، وتعظم كبوته . ويكون مآبه إلى الحزن الطويل والعذاب الوبيل .نهج البلاغة/في صفة النبي وأهل بيته وأتباع دينه.

 

 

الشیخ هشام كاظم

 

 

الموقع ا ...
ما را در سایت الموقع ا دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : alawhamo بازدید : 103 تاريخ : جمعه 17 آبان 1398 ساعت: 6:21