بدعة جواز التعبد بجميع الأديان (11)

ساخت وبلاگ

بدعة جواز التعبد بجميع الأديان (11)

 

 

 

بدعة جواز التعبد بجميع الأديان (11)
[إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ]
إن بعض المضلين اتخذوا من هذه الآية ذريعة لبدعة جواز التعبد بكافة الأديان مع أن الآية المباركة لا توجد فيها أي دلالة صريحة أو ظاهرة على هذا البدعة والشبهة التي جاءوا بها،وقد ذكر المفسرون عدة تفسيرات لها :
ــ إن كل أُمّة عملت في عصرها بما جاء به نبيها من تعاليم السماء وعملت صالحاً فإنها ناجية ولا خوف على أفراد تلك الأمّة ولا هم يحزنون ، فاليهود المؤمنون العاملون ناجون قبل ظهور المسيح ، والمسيحيون المؤمنون العاملون ناجون قبل ظهور نبي الإِسلام.وهذا المعنى مستفاد من سبب نزول هذه الآية كما ذكرت بعض التفاسير ، فالآية تتحدث عن الشرائع في زمانها قبل نسخها بالشريعة التي بعدها
ــ إن هذه الآية في الحقيقة رد قاطع على الذين يظنون النجاة في ظل قومية معينة، ويفضلون تعاليم بعض الأنبياء على بعض، ويتقبلون الدعوة الدينية على أساس من تعصب قومي، فتقول الآية إِن طريق الخلاص ينحصر في نبذ هذه الأقوال وقبول تعاليم جميع الأنبياء (عليهم السلام)
ــ إِن المؤمنين من المسلمين اليهود والنصارى والصابئين بشرط أن يؤمنوا وأن يتقبلوا الإِسلام ويعملوا صالحاً سيكونون جميعاً من الناجين وإِن ماضيهم الديني لن يكون له أي أثر في هذا الجانب وإِن الإسلام يتطلب الدخول فيه من قِبل الجميع.
ـــ قال السيد الطباطبائي (رحمه الله) : تكرار الإيمان ثانيا وهو الاتصاف بحقيقته كما يعطيه السياق يفيد أن المراد بالذين آمنوا في صدر الآية هم المتصفون بالإيمان ظاهرا المتسمون بهذا الاسم فيكون محصل المعنى أن الأسماء والتسمي بها مثل المؤمنين واليهود والنصارى والصابئين لا يوجب عند الله تعالى أجرا و لا أمنا من العذاب كقولهم : لا يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى، وإنما ملاك الأمر وسبب الكرامة والسعادة حقيقة الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح ، ولذلك لم يقل من آمن منهم بإرجاع الضمير إلى الموصول اللازم في الصلة لئلا يكون تقريرا للفائدة في التسمي على ما يعطيه النظم كما لا يخفى وهذا مما تكررت فيه آيات القرآن أن السعادة والكرامة تدور مدار العبودية ، فلا اسم من هذه الأسماء ينفع لمتسميه شيئا ، ولا وصف من أوصاف الكمال يبقى لصاحبه وينجيه إلا مع لزوم العبودية،الأنبياء ومن دونهم فيه سواء ، فقد قال تعالى في أنبيائه بعد ما وصفهم بكل وصف جميل : [وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ] وقال تعالى في أصحاب نبيه ومن آمن معه مع ما ذكر من عظم شأنهم وعلو قدرهم : [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا] فأتى بكلمة منهم وقال في غيرهم ممن أوتي آيات الله تعالى : [وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ] إلى غير ذلك من الآيات الناصة على أن الكرامة بالحقيقة دون الظاهر.تفسير الميزان،ج1،ص193.
فالآية المباركة بصدد الذم والتعريض بالمسميات الجوفاء الخالية من الإيمان ولم تكن بصدد الإقرار والمدح للشرائع بقول مطلق وإن كانت منسوخة بالإسلام.
كما أن القرآن الكريم مليء بالآيات التي تدعو أهل الكتاب إلى اعتناق الإسلام وتقريعهم بأصناف التقريع عند البقاء على شرائعهم المنسوخة ، وعلى هذا تكون شبهة جواز التعبد منفية بهذه الآيات ــ مضافا لما لتقدم من عدم وجود ما يدل عليها ــ ومن ثم تأتي آية عدم قبول الأعمال ممن ينتحل غير الإسلام بشكل قاطع وصريح لكي لا تبقي لذي بال شبهة : [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ]
والنتيجة أن عدم معرفة الحق لا يُصوب ويسوغ التشبث بالباطل والشرائع المنسوخة بالإسلام وإنما يخطأ ويُعاقب من قامة عنده الحجة والبينة على الإسلام ويُعذر القاصر الذي لم تقم لديه البينة عليه ــ كما تقدم سابقا ــ ويرجئ أمره إلى الله يوم القيامة إن شاء رحمه أو عذبه.

 

 

الشیخ هشام كاظم

 

 

 

 

الموقع ا ...
ما را در سایت الموقع ا دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : alawhamo بازدید : 169 تاريخ : جمعه 17 آبان 1398 ساعت: 6:21