الموقف من "الأسطورة في القرآن" بين السيد الحيدري ومحمد بيومي مهران*

ساخت وبلاگ

الموقف من "الأسطورة في القرآن" بين السيد الحيدري ومحمد بيومي مهران* (٤)

 

 

 الجزء الرابع

الموقف من "الأسطورة في القرآن" بين السيد الحيدري ومحمد بيومي مهران*
(٤)

بقلم: الدكتور هاشم الموسوي

في هذه المقالة نطرح مقارنة بين شخصين في الموقف من تهمة الأسطورة في القصة القرآنية، أحدهما قرأ فتأثّر وروّج لمفهوم الأسطورة، والآخر قرأ فنقَد بتأثير لا بتأثّر.

الأسطورة في القرآن مصطلح ظهر مع مجموعة من الأدباء ممن يطلق عليهم بالتنويريين وتلاقفته أيدي الحداثيين، لتروج له بقوة، لكنهم اصطدموا بأغلب العلماء بل بإجماع العلماء والمجتمع بجميع فئاته ومثقفيه الذين رفضوا النيل من القرآن الكريم والقصة القرآنية لإيمانهم العميق بأن القرآن جاء من عند الحق المطلق الذي لا ينطق الا الحق وقد شهد القرآن بنفسه على أن ما جاء فيه هو الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، قال تعالى:

 

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ)[1].

(نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ)[2]

وقال: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ يَقُصُّ الْحَقَّ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ)[3]

وقال: (وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ)[4].

وقال عن القرآن الكريم: (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)[5].


ومع وضوح الآيات البيّنات في التأكيد على أن القرآن وما يشتمله هو الحق المطلق، الا أن بعض المتخصصين في الأدب ممن تأثروا بالمستشرقين حاولوا أن يستخدموا مصطلحات تحويرية أسبغوا عليها ما يوحي بحرصهم على الدفاع عن القرآن بوجه منتقديه وبوجه المشككين لكي يكون كلامهم مقبولا، ولكن الهدف الأساس هو التشكيك في القرآن من خلال الطعن في واقعية القصة القرآنية فظهر لنا في البدء مصطلح التفسير الأدبي للقرآن على يد أمين الخولي وهو الذي يطلق عليه بأنه عالم تنويري، ومما ساعده هو زيّه الأزهري فقد دعا الخولي لتفسير النص القرآني ودراسته دراسة أدبية كما تدرس النصوص الشعرية في محاضرات الأدب بالكليات.

وقد تأثّر به تلامذته ومنهم محمد أحمد خلف الله الذي كتب رسالة الدكتوراه باسم الفن القصصي في القرآن بين سنتي 1946-1948 فأثارت ضجة كبيرة وتم رفضها بسبب ما احتوته من اتهام صريح للقصص القرآني بأنه يشتمل على أساطير، بالرغم من الدفاع المستميت لأمين الخولي عن الرسالة وصاحبها الا أن جامعة فؤاد (القاهرة حاليا) رفضت الرسالة ورفضت مناقشتها.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

.

 

 

 

 

الموقع ا ...
ما را در سایت الموقع ا دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : alawhamo بازدید : 148 تاريخ : جمعه 3 خرداد 1398 ساعت: 1:42