الحيدري..مفاجأة أخرى ثقيلة !!

ساخت وبلاگ

الحيدري..مفاجأة أخرى ثقيلة !!

 

 

في هذا المقطع، استمات الحيدري من أجل نفي أن تكون الإمامة السياسية للإمام علي والأئمة من العقائد، واثبات أنها مجرد قضية اجتهادية نظرية -وفق تعبيره- أي أن الأدلة عليها غير قطعية، واستعان بهذه الرواية: قول علي (ع): "إنما حقي على هذه الأمة كرجل له حق على قوم إلى أجل معلوم ، فإن أحسنوا وعجلوا له حقه قبله حامدا وإن أخروه إلى أجله أخذه غير حامد وليس يعاب المرء بتأخير حقه إنما يعاب من أخذ ما ليس له" واستنتج منها أن الإمام علي (ع) كان يقول أن الخلافة من حقه، لأنه الأعلم والأكفأ، وذلك لا يثبت مدعى الشيعة في الإمامة
ثم يستنتج النتيجة الكارثية، أن الإمامة ليست من أصول الدين ولا المذهب.
هذه الرواية تنتمي لرواية واحدة طويلة عبارة عن كتاب كتبه الإمام عليه السلام ومن ضمنه هذا المقطع، وقول علي (ع) السابق لا يفيد مطلقا أن للإمام حق تقديري، وأنه محتج لأنه الأكفأ والأعلم فهو أجدر بهذا المنصب كما يزعم الحيدري، فهذا لا يليق بأحد أصلا أن يتقدم ويقول أنه الأكفأ والأعلم والأصلح لمنصب كذا وكذا بعد أن اختاروا غيره..هذا أولا

ثانيا: ما كل حقٍ يعني أنه يمكن التنازل عنه شرعا كأن يتازل أحد عن دين فلان ويهبه مثلا كما يوحي الحيدري، فبعض الحقوق واجبة عيناً على نفس صاحب الحق، فمثلا للأب حق حضانة ولده، وواجب عليه، ولا يمكنه التنازل لأجنبي بهذا الحق. والخلافة لعلي من هذا النمط، فهي تكليف، والدليل سياق نفس الكتاب الذي نقل منه الحيدري هذين المقطعين، إذ كيف يكون مجرد حق تقديري والإمام يتأسف قائلا في نفس الرواية وهو ما لم يذكره الحيدري: "..بل حقي المأخوذ وأنا المظلوم.."

وأما المفاجاة الكبرى في هذه الراوية، أن الإمام يروي حادثة معينة وهي أن النبي بعثه لتقسيم الخمس بين سرّية، فأخذ إحدى السبايا لنفسه وكانت من أحسن السبي ، فقام أحد أصحاب النبي الأجلاء وأسمه بُرَيْدَةُ بنُ الحُصَيْبِ إلى رسول الله (ص) شاكيا فعل علي (ع) فماذا رد عليه النبي؟
يقول الإمام علي (ع) حاكيا الموقف " فقال – أي النبي- يا بريدة: حظه في الخمس أكثر مما أخذ ، إنه وليكم بعدي" ويكمل الإمام بعد أن يذكر أسماء من سمع ذلك من كبار الصحابة قائلا: " وهذا بريدة حي لم يمت، فهل بعد هذا مقال لقائل".

فالإمام يستشهد بقول النبي "إنه وليكم بعدي" ويستفهم مستنكرا " فهل بعد هذا مقال لقائل" أي بما لا يدع مجالا للشك أن النبي (ص) قد نص عليه وأنه خليفته بعده، وهذا من القول الجلي الذي يعلم سامعه بداهة وبالضرورة النص على علي (ع)؛ فكيف غفل الحيدري عن هذا النص مادام يستشهد بمقاطع من نفس الرواية؟ أليس يشترط عنده النص الجلي؟ فهذا نص جلي يدحض فهمه للنص السابق الذي استعان به للبرهنة على أن الإمامة ليست من أصول المذهب ولا ضرورة مذهبية لأنه لا يوجد نص جلي وفق زعمه، فأين الإمانة العلمية التي يتشدق بها؟

https://www.youtube.com/watch?v=gsYntH27TZY

 

د . عباس هاشم

 

الموقع ا ...
ما را در سایت الموقع ا دنبال می کنید

برچسب : نویسنده : alawhamo بازدید : 108 تاريخ : پنجشنبه 25 بهمن 1397 ساعت: 0:15