السيد كمال الحيدري من جديد - السيد جعفر مرتضى العاملي

السيد' target='_blank' href='/'>السيد كمال الحيدري من جديد - السيد جعفر مرتضى العاملي

آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
السؤال 1316:
السلام عليكم..
سيّدنا، نحن منذ سنين نستفيد منكم، ومن أمثالكم في الحوزة العلمية ممن لهم دور في إعداد الفرد الشيعي فكرياً وعلمياً، وأخص بالذكر هذه المرة السيد كمال الحيدري «الله يحفظه»، فلقد استفدنا من سماحته لسنين طوال في مجال العقيدة والدروس الأخلاقية والتفسيرية.
ثم كان لنا السيد الحيدري سداً منيعاً في وجه الهجمة الوهابية، التي حاولت الطعن في عقائدنا وثوابتنا..
ولكن في الآونة الأخيرة بدأ البعض (الذين لا يعلم من هم!!) بالطعن بالسيد، وبمحاولات حثيثة، من أجل تسقيطه، والكذب عليه، من خلال تقويله أشياء هو لم يقلها.
أو من خلال استغلال الخلافات العلمية والفكرية بينه وبين بعض العلماء.
أو اقتطاع محاضراته ودروسه في البحث الخارج في حال تقرير الإشكال لإيهام الناس: بأن السيد يتبنى الإشكال..
وللأسف الشديد.. إن البعض بدأ يأخذ بمثل هذه الأمور دون تثبت، أو تأكد، من خلال مراجعة أبحاث السيد، أو الاتصال به مباشرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

الجواب:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..
1 ـ فقد روي عن أمير المؤمنين «عليه السلام»: أنه قال: «اعرف الحق تعرف أهله». وإنما يعرف الرجال بالحق، ولا يعرف الحق بالرجال..
2 ـ وبناء على هذا.. فإن معرفة الأشخاص الذين قلتم: إنهم يطعنون بالسيد كمال الحيدري، لا تجعلهم محقين، وعدم معرفتهم لا تجعلهم مبطلين.
3 ـ على أن هذه الطريقة في إثارة أجواء من الإبهام على الأشخاص غير مرضية، لأنها توهم: أن من يطعنون بهذا الشخص، أو بغيره هم من المندسين، الذين ينفذون مهمة تسقيط هذا الرجل بطريقة غامضة ورخيصة، ولا أخلاقية، ومخابراتية.. وهذا اتهام خطير لهم أيضاً، لا يمكن قبوله بدون شواهد ومبررات.
4 ـ ذكر الأخ السائل أيضاً: أن البعض بدأ يأخذ بمثل هذه الأمور، دون تثبت أو تأكد، من خلال مراجعته أبحاث السيد، أو الاتصال به مباشرة.
أي أن المطلوب ـ بنظر السائل ـ هو التأكد والتثبت من صحة ما يقال، لكي يبنى على الشيء مقتضاه، ويكون من يريد أن يصدر الحكم على شخص على بينة من أمره.. وهذا كلام صحيح وسليم في نفسه ينبغي على الجميع من المؤيدين، والمنتقدين مراعاته قبل اصدار أحكامهم على بعضهم البعض..
ولكن الملاحظ هنا بالذات: أن هذا السائل الكريم قد حكم على المنتقدين بأمور تحتاج إلى اثبات بالدلائل والشواهد..
فقد قال مثلاً عن منتقديه: إنهم يحاولون تسقيطه، وهذا من الحكم على النوايا التي لا يعلم بها إلا الله تعالى..
وقال أيضاً: بأنهم يكذبون على السيد كمال الحيدري، وهذا يحتاج أيضاً إلى تثبت واثبات، وتأكد من خلال مراجعة كلماتهم، ومقارنتها بما صدر عن السيد في أبحاثه حسب ما قاله السائل الكريم.
5 ـ أما الاتصال المباشر به، فهو خاضع لظروف، وعوامل مختلفة، وإنما يكون ذلك لازماً حين يتوقف اثبات ما ينقلونه عنه، أو ينسبونه إليه على اللقاء المباشر.
كما أن على السائل الكريم: أن يثبت أنهم قد قوَّلوه أولاً. ثم يثبت أن السيد لم يقل ما نسبوه إليه..
6 ـ الحديث عن استغلال الخلافات العلمية هو الآخر يدخل في الحديث عن النوايا التي لا يعلمها إلا الله، إلا أن تقوم عليها الدلائل والشواهد، التي تزيل الشك والشبهة.
7 ـ أما قول السائل: إنهم يقتطعون من محاضراته خصوص الاشكال حين تقريره، ويتركون ما عداه.. فهو أيضاً مما يسهل إثباته، فيا حبذا لو ذكر لنا السائل بعض المفردات من ذلك.. ولو فعلتم ذلك لفضحتم أمرهم، وابطلتم جهدهم.
8 ـ أما بالنسبة لي، فإنني سمعت بعض ما ينسب إليه مما يتضمن جرأة وفيه إشكال، ولكنني ـ لأنني لم اتثبت من دقته، ولا اطلعت على حيثيات وظروف ودوافع صدوره ـ لم أجز لنفسي أن أصدر حكماً جازماً فيه، وفيما يقتضيه..
ولكنني لا أخفي عنكم أن بعض ذلك إن صح أنه قاله، فهو يدعو إلى الأسف الشديد والأكيد، ولبعض الأعمال أثرها في التوفيق الإلهي، ولبعضها أثر ظاهر في إيكال الإنسان إلى نفسه..
عصمنا الله وإياكم من الخطل والزلل، في الفكر، والقول والعمل، بحق محمد وآله «صلى الله عليه وآله»..
وأعود فأذكِّر السائل الكريم بما روي عن أمير المؤمنين «عليه السلام»: «إن الحق والباطل لا يعرفان بأقدار الرجال، وبإعمال الظن.. اعرف الحق تعرف أهله»( ).
هذه نصيحتي لنفسي ولكم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..